كتب - شريف سمير:
بدأ الملياردير العصامي عنان الجلالي مشواره الطويل الشاق من الرسوب فى الثانوية العامة إلى التربع على عرش "السياحة العالمية" .. ولم يكن يدرك الشاب الذي رسب لـ 4 سنوات في الثانوية العامة بمدرسة مصر الجديدة الثانوية بالقاهرة أن مصيره سيتحول تماما من الشعور بالغربة والهامشية إلى مؤسس ورئيس مجموعة الفنادق العالمية "هلنان".
** غسيل صحون وبيع الصحف!
قذف القدر والاختيار الجلالي إلى أوروبا وتحديدا دولة النمسا وكل ما يملكه 10 جنيهات إسترلينية منحها له والده، وحاصر الجلالي مرارة الفشل بينما زملاؤه نجحوا في حياتهم العلمية، واستقر فى فيينا وهو فى ال21 من عمره ليبدأ في العمل بأحد الفنادق كغاسل صحون، قبل أن يتم فصله لعدم التزامه بالمواعيد وتأخره عن أوقات العمل، ولم يجد أمامه سوى بيع الصحف عام 1967 ليشاهد صور شهدائنا المصريين على صفحات الصحف الأوروبية، فيقرر تكرار المحاولة ويلتحق مجددا بالعمل في الفنادق مرة أخرى حيث رفض التكسب من بيع قصص أهله الشرفاء والنبلاء.
** النوم فى الملجأ!
وكان أقصى طموح للشاب الجلالي وجبة طعام وسرير ينام عليه لليلة واحدة .. حيث كان في البداية يعيش في بيوت الشباب مجانا، ثم انتقل لأحد الملاجئ المخصصة للشباب الأسيوي الإفريقي، وهى مخصصة للشباب الذين ليس لهم مأوًى، بلا مقابل نتيجة عدم قدرته على توفير منزل.
** أصغر مدير فندق!
وبشئ من السخرية والدعابة، كان الجلالي يروي في أكثر من مناسبة اجتماعية أو مقابلة تليفزيونية وهو فى عنفوان مجده، كيف كان يختار وجبته وينتقيها جيدا من صناديق القمامة بأوروبا .. وخلال عمله بالفنادق، كان الجلالي خلال وقت فراغه يتعلم مهارة جديدة لإحدى الوظائف حتى أتقنها ثم يطلب هذه الوظيفة بالفندق .. ومن هنا، بدأ يتذوق طعم النجاح وتدرج في المناصب حتى أصبح أصغر مدير فندق بأحد الفنادق الكبرى بالدنمارك.
** نقاش وجنايني!
ويفتخر الجلالي بكل ما حققه من الصفر، وهو يعمل غاسل صحون ونقّاشًا، فضلا عن تنظيف بعض المنازل وتفريغ سيارات النقل بحمولات كبيرة، حيث لم تكن هناك تكنولوجيا، ومعظم الحمولات تتم يدويا، وصولا إلى العمل "جنايني،" .. إلى أن جلس على مقعد رئيس المجلس الاستشاري لاتحاد الجامعات العالمي وحصوله على لقب سفير العلاقات التاريخية بالدنمارك .. وقبل رحيله كان يخطط للاستقرار فى مصر وطرق باب الاستثمارات بمشروعات تستوعب حوالي 2000 موظف بداية من العام المقبل، انطلاقا من قناعته بأن مصر دولة واعدة في مجال السياحة بينما تفتقد إلى التسويق الجيد.